النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت، من ماكس هوركهايمر إلى أكسل هونيث
إنَّ الغرضَ من تأليف هذا الكتاب هو تعميقُ معرفتنا بأعمال النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت. فحينما صدر لي كتاب النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت، من ماكس هوركهايمر إلى أكسل هونيث في عام 2010، كنتُ قد أشرت في مقدمة الكتاب إلى أنّ ما أنجزتُه بمثابة تمهيد لدراساتٍ و أبحاثٍ أخرى يُمكنها أن تُعرّفنا بأعمال هذه المدْرسة الفلسفية بمزيد من التفصيل، حرصًا مني على ضرورة التعرّف العميق والإلمام الكافي بأفكارها وأطروحاتها، لكن دون أن أدّعي الإحاطة الشاملة بكل القضايا والمسائل والموضوعات التي تناوَلتها منذ الثلاثينيات من القرن العشرين، مع ماكس هوركهايمر وثيودور أدورنو وفلتر بنيامين وهربرت ماركوز، وإلى يومنا هذا، مع مجهودات وأعمال كلٍ من يورغن هابرماس وأكسل هونيث و هارتموت روزا، وغيرهم من المفكرين المنتسبين إلى هذه المدرسة الفلسفية، والتي يمكنُ أن نستَفيد منها في نقاشاتنا الفلسفية الراهنة، وخاصة أنّ النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت اتخذت من النقد بمختلف أشكاله الفلسفية والاجتماعية والسياسية منهجًا ومرتكزا فكريا مركزيا، في النظر والحكم على الواقع قصد تجاوزه، ومن ثمة الوصول إلى وضع إنساني أفضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق