قضايا الجمالية من أصولها القديمة إلى دلالتها المعاصرة
يُعتبر هذا الكتابُ محاولة متواضعة لإماطة اللثام عن حقل الجماليات التي أضحت اليوم أفقًا مفتوحًا على حياتنا اليومية، بهدف الوقوفِ على معانيها وتبيُّن مقارباتها ونظرياتها التي حاولت فهم العمل الفني من حيث طبيعتُه وشروطه وأساليبُه، والكشف عن عملية التفكير في آلياته ومستتبعاته، وذلك لأن هذا العمل قد لقي اهتماما كبيرا في الدراسات الفلسفية منذ العصر اليوناني وإلى يومنا هذا، وفتح المجالَ واسعًا لطرح إشكاليات ولظهور معضلات يمكن أن تُخوّل لنا معرفة حقيقة الظاهرة الجمالية وكنه عملية الإبداع الفنّي.
هذا، وقد اعتمدتُ في مقاربة القضايا الجمالية
على النصوص الفلسفية باعتبارها مادةً معرفيةً تُمّكن القارئ من الاتصال المباشر
بالفكر الفلسفي الجمالي، وتُلقي الضوءَ على أهم المقاربات الفلسفية النظرية التي
أطّرت هذا الفكر، بداية من أفلاطون ووصولا إلى جاك دريدا، مرورا بكبار الفلاسفة
الذين كان لهم باعٌ طويلٌ وإسهام جدير بالاهتمام في الحقل الجمالي، كأرسطو والفارابي وكانط وهيغل ولوكاش وأدورنو غيرهم.لقد
عالجت نصوصُ هؤلاء الفلاسفة أهم القضايا التي طرحها الفكرُ الجمالي مثلَ طبيعة
الجمال، الفن والحقيقة، معايير الذوق الجمالي، دور الفن في المجتمع،وغيرها من القضايا التي لازالت تُطرح في الحقلِ
الفلسفي المعاصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق