إنّ الغرض
من تأليف هذا الكتاب هو إلقاء الضوء على
أهم المقاربات الفلسفية اهتمت بفن الموسيقى التي كان لها من دون شك مكانة خاصة
ومتميزة لدى العديد من الفلاسفة، بداية من أفلاطون وأرسطو والفارابي وابن سينا ووصولا
إلى إتيان جلسون وغيورغ لوكاتش وفلاديمير جانكيليفتش، ومرورا بكبار الفلاسفة الذين
كان لهم باعٌ طويلٌ وإسهامٌ جدير بالاهتمام في مجال هذا الفن، كروني ديكارت
وفريدريش وهيغل وجان جاك روسو وأرثور شوبنهاور وفريدريش نيتشه وغيرهم من الفلاسفة
الذين انشغلوا كثيرا بالمسائل الموسيقية وإشكالاتها الأساسية في أعمالهم الفلسفية،
مثل: ما طبيعة الموسيقى؟ وما علاقتها بفهم
وتفسير العالم ؟ كيف تؤثر الموسيقى في مشاعر وأحاسيس الإنسان وخياله وتصوراته
الذهنية ؟ هل الموسيقى لغة مستقلة ومكتفية بذاتها ؟ ما هي وظيفتها الأساسية ؟ هل
تكمن في جعل الإنسان فاضلا وكاملا أم في إثارة انفعالاته والاهابة بعواطفه وأحاسيسه
قصد تحقيق المتعة؟ وما إلى ذلك من المسائل والإشكاليات التي تضاربت الآراء حولها
وتباينت فيها المواقف والنظريات الفلسفية منذ القدم، ولازالت إلى يومنا هذا تناقش
في الحقل الفلسفي المعاصر من طرف العديد من الفلاسفة المنشغلين كثيرا بفن الموسيقى.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق